بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الرئيس عبد الحميد بن باديس-رحمه الله ونفعنا بعلومه-:
"فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها ، عن علم وبصيرة، وتمسكا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد وبث الخير، والثبات على وجه واحد، والسير في خط مستقيم، وما كنا لنجد هذا كله إلا فيما تفرغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة وأنفعها للإنسانية عامة.
ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسي لدخلناه جهرا، ولضربنا فيه المثل بما عرف عنا من ثباتنا وتضحيتنا، ولقدنا الأمة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيء علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نبلغ من نفوسها أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه-ولا يخفى على غيرنا-أن القائد الذي يقول للأمة: إنك مظلومة في حقوقك، وإنني أريد إيصالك إليها، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: إنك ضالة عن أصول دينك، وإنني أريد هدايتك. فذلك تلبيه كلها، وهذا يقاومه معظمها أو شطرها، وهذا كله نعلمه، ولكننا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيّنّا، وإننا-فيما اخترناه- بالله راضون، وعليه متوكلون.
مجلة الصراط رمضان 1352هـ
وبعد فقد قال الشيخ الرئيس هذه الكلمات النيرات والمسلمون إذاك تحت نير الاستعمار الذي لا يختلف في كفره، وقد آتى المنهج أكله، فما لنا والحال أيسر لا نستمسك بغرز القوم، ولا نتعلم من عبر التاريخ، فلا بالنصوص تفقهنا ولا من العلماء استفدنا ولا بالايام اعتبرنا والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.