الحديث المبهم
قال الناظم رحمه الله تعالى:
والمبهم الـذي بمتن أو سنـد
بـترك تعييـن لمذكـور ورد
نعم، نحن مر معنا المهمل تذكرون وأيش تعريف المهمل؟ أنا بختبركم بعد الصلاة في هذه المنظومة دي، بشوف أنتم استفدتم ولا لا، أيوه من ذكر باسمه ولم يتميز عن غيره، هنا المبهم لم يذكر باسمه وإنما ذكر بوصفه كأن يقال حدثني رجل عن أبي بكر الصديق، حدثتني امرأة من الأنصار عن جابر بن عبد الله الأنصاري، حدثني راعي غنم كان يبتاع منه عمر الغنم مثلا، هذا الآن راعي الغنم وهذه المرأة التي من الأنصار وهذا الرجل اللي من قريش هل هم معروفون عندنا لا اسمه ومن باب أولى اللى ما نعرف اسمه ما نعرف عدالته ولا ضبطه أليس كذلك؟ أما لو كان من الصحابة رجل من الصحابة ما فيه إشكال أو امرأة من الصحابة ما فيه إشكال لأنهم عدول ضابطون جازوا القنطرة، لكن الإشكال في طبقة التابعين فمن دون، فإذا جاءنا رجل أو امرأة ولم يذكروا بأسمائهم وإنما ذكروا بوصفاتهم طيب بأوصافهم فهذا نسميه الراوي المبهم، نسميه الراوي المبهم مأخوذ من الليل البهيم وهو المظلم الذي لا ترى فيه شيئا، فكأنه هذا جعلنا فيه جهالة شديدة في حال هذا الراوي حتى إنا لا ندري عنه أي شيء، ظلام شديد جدا ما نفهم ولا حاجة، هذا يسمى مبهما، يقول:
والمبهم الـذي بمتن أو سنـد
طيب الذي يقع في المتون ويقع في الأسانيد يأتي أسماء رواة تأتي إما في الإسناد أو في المتن هذه الأسماء ولا يعين ويذكر باسمه الذي يعينه ويوضحه عن غيره، فلنعرف الآن الحديث المبهم: المبهم في اللغة كما تقدم معناه مأخوذ من البهيم أي المظلم المسود يقال: ليل بهيم أي مظلم، واصطلاحا: من لم يسم من الرواة يعني لم يذكر باسمه مطلقا من لم يسم من الرواة هذا تعريف، التعريف الثاني ممكن تقول فيه من ذكر بوصفه دون اسمه، طيب طبعا الوصف لا يتميز به عن غيره، التعريف الأول أدق، مثاله رجل امرأة أعرابي راعي غنم بائع، طيب رجل من أزد شنوءة، يعني صاحب لأبي قتادة، صاحب لكذا يعني نهاية، والإبهام يقع في المتن والإسناد.
طيب بما أن احنا ذكرنا المبهم، المبهم عند أهل العلم يا إخواني يعتبر نوعا من أنواع الجهالة، إذ الجهالة عندهم على ثلاثة أنواع، هذه أنواع الجهالة، أشدها وأشرها النوع الأول اللي هو هذا، هذا شرها؛ لأننا ما نعرف لا اسمه ولا عدالته ولا ضبطه كله مجهول العين إذا شفته في كتب الحديث؛ لأن الناظم ما ذكره طيب مجهول العين قالوا: هذا الراوي مجهول العين، أو مجهول عينه أو مجهول العين المقصود به أنه ذكر باسمه ولم يرو عنه إلا راو واحد، يعني ما وجدنا له في الدنيا إلا تلميذا واحدا وهو مذكور باسمه ولم نعرف فيه لا جرح ولا تعديل، يعني صار ذكر باسمه وليس له إلا راو واحد وخلا من الجرح والتعديل، خلاص هذا يسمى مجهول العين، طبعا فيه تفاصيل، مجهول الحال: من ذكر باسمه وخلا من الجرح والتعديل طيب وروى عنه اثنان فأكثر، شو الفرق بين مجهول العين ومجهول الحال إذا؟ في عدد التلاميذ هذا روى عنه تلميذ واحد مجهول العين، بينما مجهول الحال روى عنه أكثر من واحد.
خلاص طيب، كلها طبعا كما تقدم عند أهل العلم كلها ضعيفة ما عدا بعضها أخف من بعضها، أشدها المبهم طيب ويليه في السوء يعني أخف منه في السوء قليلا مجهول العين، وأخف منه مجهول الحال، مجهول الحال هو اللي يسميه أهل العلم المستور إذا قرأت وهذا الراوي مستور هو المقصود به مجهول الحال، وحديثه يتقوى بالمتابع والشاهد المناسب بالشاهد والمتابع المناسب، طيب كتب المبهمات، كتاب مهم جدا اسمه المستفاد من مبهمات المتن والإسناد للخطيب البغدادي طيب الآن يعني بقي الأبيات الأخيرة الختامية نجعلها بعد الصلاة إن شاء الله تعالى، هل رأيتم ذلك؟ سبحانك اللهم، وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.